لم تكد تمر ساعات معدودة على تأكيدات وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة د. محمود بوشهري بأن «وضع الطاقة في البلاد مستقر»، حتى انقطع التيار أمس عن أكثر من 40 منطقة «قطعاً مبرمجاً»، بعد خروج وحدة كبيرة عن العمل وسط ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت إلى أكثر من 52 درجة، في صورة تعكس عدم إلمام الوزير باستعدادات وزارته لمواجهة الصيف القاسي، إلى جانب هشاشة خطته التي تَبينت خطوط معالمها الباهتة أمس، وهو ما يثير الخوف بشأن باقي تلك الخطة إن هي سارت على منوال ما بدأت به. وللحق، فإن جزءاً كبيراً من مسؤولية هذه الأزمة ورثته الوزارة تركةً ثقيلة متراكمة عبر سنوات أُهمِلت فيها مشاريع الطاقة التي كان ينبغي مواكبتها للتوسعات العمرانية والإسكانية، مما ناء بكاهل «الكهرباء» عن تحمل الأحمال العالية، وخلق أزمة حقيقية كانت «الجريدة» حذرت منها مراراً، في أكثر من عدد، لدى تأكيدها على الآثار السلبية لغياب لجنة المناقصات المركزية. ولم تفلح محاولات الوزارة في حل الأزمة رغم لجوئها إلى الربط الخليجي لشراء 500 ميغاواط، ودخول 400 منها إلى الشبكة أمس الأول. في غضون ذلك، علمت «الجريدة»، من مصادرها في «الكهرباء»، إن إحدى وحدات محطة الزور الجنوبية، طاقتها 300 ميغاواط، خرجت عن الخدمة أمس، وهو ما وضع الوزارة في موقف حرج، مع ارتفاع درجات حرارة الطقس، والأحمال التي وصلت إلى 15537 ميغاواط، ويتوقع أن تقفز خلال هذا الصيف إلى نحو 17600. وبالتزامن مع انقطاع التيار وعقب اجتماع موسع عقدته لبحث الأزمة، أصدرت الوزارة بياناً أوضحت فيه أن الانقطاع جاء نتيجةً «عدم قدرة محطات توليد الطاقة الكهربائية على استيفاء الطلب المتزايد على الأحمال خلال فترة الذروة، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة مقارنة بنفس الفترات من الأعوام السابقة». وأضافت أنها حرصاً على حماية استقرار المنظومة الكهربائية، اتخذت بعض الإجراءات الاحترازية «ومنها القطع المبرمج لمدد تتراوح بين الساعة إلى الساعتين بحد أقصى»، داعية العملاء بمختلف فئاتهم إلى ضرورة ترشيد الاستهلاك في أوقات الذروة من الحادية عشرة صباحاً إلى الخامسة عصراً، بهدف تقليل الأحمال، حتى لا تضطر آسفةً إلى القيام بذات الإجراءات إذا ما دعت الحاجة
وفي تفاصيل الخبر: بعد 24 ساعة على تصريحات وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة د. محمود بوشهري بأن «وضع الطاقة الكهربائية بالبلاد مستقر، والوزارة بجميع إمكانياتها وكوادرها على أتم الاستعداد لتلبية احتياجات الدولة من الطاقة، والتعامل مع أي طارئ قد يحدث بسبب زيادة الأحمال»، شهدت الكويت، أمس، انقطاعا للتيار الكهربائي فيما يزيد على 40 منطقة بين سكنية واستثمارية وصناعية، لتطل أزمة الكهرباء على البلاد برأسها مع أول اختبار للشبكة، في ظل وصول درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية. وأعلنت الوزارة لجوءها إلى القطع المبرمج لحماية استقرار المنظومة الكهربائية في البلاد، لافتة إلى أن ذلك جاء نتيجةً لعدم قدرة محطات توليد الطاقة الكهربائية على الوفاء بالطلب المتزايد على الأحمال خلال فترة الذروة، إضافة الى ارتفاع درجات الحرارة مقارنة بنفس الفترات من الأعوام السابقة. 2000 ميغاواط لم تدخل الخدمة بسبب تعطل مناقصات الصيانة وأشارت الوزارة إلى أن القطع المبرمج جاء كإجراء احترازي، حيث يتراوح لمدد ما بين الساعة والساعتين بحد أقصى. وتهيب الوزارة بالعملاء الكرام بمختلف فئاتهم إلى ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء في أوقات الذروة، وذلك من الساعة 11:00 صباحاً وحتى الـ 5:00 عصراً، بهدف تقليل الأحمال الكهربائية، حتى لا تضطر الوزارة، آسفةً، للقيام بذات الإجراءات - آنفة الذكر - إذا ما دعت الحاجة الى ذلك. وكشفت مصادر «الكهرباء»، لـ «الجريدة»، عن خروج إحدى الوحدات من محطة الزور الجنوبية عن الخدمة، والتي تنتج 300 ميغاواط، أمس، الأمر الذي وضع الوزارة في موقف حرج مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة أحمال الطاقة التي وصلت أمس إلى 15537 ميغاواط. الوزارة لجأت إلى شراء 500 ميغاواط من الربط الخليجي ولم تسعفها وأوضحت المصادر أن أزمة الطاقة التي تعيشها البلاد ترجع إلى «نقص الطاقة»، الذي تعانيه الوزارة عبر الحكومات السابقة، في ظل التوسعات العمرانية التي شهدتها البلاد، مع عدم إنشاء محطات للطاقة تستوعب تلك التوسعات، الأمر الذي وضع وزارة الكهرباء في أزمة نقص طاقة حقيقية تزداد خلال السنوات القادمة بشكل تدريجي. الأحمال الكهربائية يتوقع أن تصل خلال الصيف الجاري إلى 17600 ميغاواط وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى عدم وجود مشاريع لمحطات جديدة أدخلت خلال السنوات السابقة، تعاني الوزارة عدم إدخال نحو 2000 ميغاواط، بسبب تعطل مناقصات الصيانة خلال الفترة الماضية، الأمر الذي دفعها إلى اللجوء للربط الخليجي لشراء 500 ميغاواط تم الإعلان عنها أخيرا، واستعانت بها الوزارة أمس، حيث أدخلت للشبكة 400 ميغاواط. وعقدت الوزارة اجتماعا موسعا أمس، لمتابعة وضع الشبكة الكهربائية في البلاد، وآلية التعامل مع أزمة نقص الطاقة الكهربائية مع ارتفاع الأحمال وتخطيها 16 ألف ميغاواط، في ظل وجود عجز للطاقة، ويتوقع أن تصل الأحمال خلال الصيف الجاري إلى 17600 ميغاواط. المناطق التي شهدت انقطاعات الري، خيطان، اليرموك، ميناء عبدالله، الشويخ الصناعية، النزهة، صبحان، الرحاب، العيون، الواحة، السرة، الروضة، الشامية، الخالدية، الفحيحيل، الفيحاء، السالمية، حولي، العارضية، سلوى، المنقف، الفروانية، جابر العلي، الجابرية، أم الهيمان، سعد العبدالله، القادسية، الرميثية، جنوب السرة، السلام، عبدالله المبارك، صباح السالم، المنصورية، الفنيطيس، الأندلس، الظهر، الدسمة، بنيد القار، الرابية، إشبيلية. القطع للحفاظ على المنظومة الكهربائية أعلن الوكيل المساعد لمحطات القوى الكهربائية وتقطير المياه بوزارة الكهرباء والماء هيثم العلي ان ارتفاع درجات الحرارة الشديدة التي وصلت الى 52 و53 درجة «دعانا إلى اتخاذ بعض الإجراءات للحفاظ على المنظومة الكهربائية لتظل مستقرة، ولذلك لجأنا الى القطع المبرمج في عدة مناطق من فترة ساعة إلى ساعتين». وقال العلي إن الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة ساهم في عدم قدرة وحدات الانتاج في محطات القوى على تلبية الاحمال المتزايدة، موضحا أن وزير الكهرباء يتابع الحالة حاليا عن قرب من مركز التحكم لإرجاع التيار الكهربائي أولاً باول للمناطق التي قطعت فيها. حجم عجز الطاقة خلال السنوات القادمة بلغ عجز الطاقة العام الماضي 645 ميغاواط، وسيصل خلال العام الحالي إلى 1331 ميغاواط خلال أشهر الصيف وارتفاع ذروة الأحمال بداية من يوليو وأغسطس وسبتمبر، وسيصل العجز العام المقبل إلى 1444 ميغاواط، وفي عام 2026 إلى 1636 ميغاواط. مشاريع الطاقة المستقبلية تعد مشاريع محطة الزور الشمالية لتوليد الطاقة الكهربائية، ومشروع محطة الخيران لتوليد الطاقة الكهربائية، والتي أعلنت عنها هيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص أخيرا، من أهم مشاريع الطاقة المستقبلية التي طال انتظارها كأحد الحلول لمعالجة أزمة الكهرباء في الكويت. ترشيد الاستهلاك أعلنت الوزارة أخيراً عن حملة ترشيد استهلاك الكهرباء، حيث كانت الوزارة حاضرة في أحد المولات التجارية للتوعية بأهمية ترشيد الاستهلاك، في ظل ارتفاع الأحمال الكهربائية بالبلاد، مؤكدة أن توفير الطاقة من شأنه أن يجعلها تدوم بلا انقطاعات. تعطل 48 تقاطعاً مرورياً نتيجة انقطاع الكهرباء دوريات المرور والنجدة تولت تسيير حركة السيارات بدلاً من الإشارات الضوئية
مصدر الأخبار https://www.aljarida.com/article/66148