جزيرة بوبيان هي أكبر الجزر الكويتية، وثاني أكبر جزيرة في الخليج العربي. وهناك أغلبية كبيرة تنظر لهذه الجزيرة على أنها جزيرة مناسبة لميناء بحري كبير على أرض مساحتها 863 ألف كم مربع. هذه الجزيرة الكويتية في الواقع أكبر من جمهورية سنغافورة بحوالي 22 بالمئة، أو 153 ألف كم مربع. وهنا لنا أن نتساءل: ماذا يمكن لحكومة دولة الكويت أن تستثمر في جزيرة كويتية بهذا الحجم غير ميناء مبارك الكبير؟ فعلى سبيل المثال، جزيرة سنغافورة لديها مطار عالمي مصنف كأحد أفضل المطارات في العالم، ويمكن للكويت بناء مطار دولي بجانب ميناء مبارك الكبير، إضافة إلى أن سنغافورة لديها 3 مصافٍ بطاقة تكريرية إجمالية تقدّر بـ 1.3 مليون برميل يومياً بموانئها وخزاناتها النفطية يمكن بناء مثلها في جزيرة بوبيان تدار من قبل القطاع الخاص أو بشراكة حكومية مع شركات نفطية عالمية أو محلية. تملك سنغافورة أكثر من 5000 مصنع متنوع من مواد بناء الى تكنولوجيا متطورة ومصانع بتروكيماوية، ونحو 70 ألف شركة، بتعداد سكان يفوق الـ 5 ملايين نسمة. جزيرة سنغافورة بها أكثر من ميناء، فهناك ميناء سنغافورة، وبه أكثر من 50 رصيفاً للسفن، وهناك ميناء جورونغ المتعدد الأغراض، إضافة إلى محطات الشحن الأخرى، ليرتفع عدد أرصفة السفن في موانئ سنغافورة لأكثر من 120 رصيفاً. سنغافورة لها ناتج محلي حوالي 500 مليار دولار، وهي ليست دولة نفطية مثل الكويت، فلنا أن نتخيل مثل هذه الزيادة في الناتج المحلي لدولة الكويت من تطوير جزيرة بوبيان. سنغافورة بها شبكة قطارات طولها 266 كم، تربط كل أرجاء الجزيرة، وشبكة طرق تقارب 5000 كم، منها جسور وأنفاق وشبكة طرق سريعة. هذا بالإضافة إلى الجزر السياحية والمنتجعات والفنادق والحدائق والملاهي والمزارع المنتجة، وهناك أكثر من 15 مستشفى متطوراً ومستوصفات وعيادات طبية مختلفة ومخافر للشرطة وقواعد عسكرية وبحيرات مياه عذبة صناعية ومئات المدارس وعشرات الجامعات والكليات، وعشرات المجمعات السكنية والتجارية والأسواق الحديثة والشعبية والمتاحف والأندية والملاعب الرياضية... كل هذا على جزيرة أصغر من جزيرة بوبيان. ألا نستطيع في الكويت أن نخطط أو على الأقل ننسخ مخططات سنغافورة لبناء مثل هذه البنية الاقتصادية على جزيرة بوبيان؟ بالتخطيط الصحيح وبالرؤية المستقبلية يمكن إنشاء هذه البنية الاقتصادية في جزيرتنا الكويتية، لتكون مركزاً لتطور البلد وتوفير الوظائف، لتدور عجلة الاقتصاد الكويتي، ويرتفع الناتج المحلي لوطننا العزيز. لقد قام آباؤنا وأجدادنا الأولون بالاستعانة بكبار المستشارين والمطورين العالميين من مشارق الأرض ومغاربها، وبعون الله خططنا وبنينا الكويت لعقود من الزمان، وأعتقد أن الوقت حان لنستعين مرة أخرى بمستشارين عالميين من اليابان أو الصين أو حتى سنغافورة، ليخططوا لنا جزيرة بوبيان لتكون مدينة المستقبل للكويت والخليجيين وجميع الوافدين الشرفاء، وليبنوا لنا حلم المستقبل بجوار ميناء مبارك الكبير وعلى جزيرة بوبيان العظيمة.
مصدر الأخبار https://www.aljarida.com/article/72353