مع دخول شهر رمضان المبارك تتغير بعض أوجه الحياة التي تعودنا على ممارستها قبل دخول شهر العبادة، ومن هذه الأوجه سوق العقار الذي يشهد هدوءا مفروضا نتيجة لضعف حركة التداول وإقبال المتداولين على السوق خلال أيام الشهر الفضيل، وذلك ناتج عن انشغال الناس بالتزاور للتهنئة بحلول شهر الطاعة في بدايته ثم الانشغال بالأمور العبادية خصوصا خلال الأيام العشرة الأخيرة من الشهر التي يستغلها البعض في أداء فريضة العمرة.
ولقربنا من سوق العقار فإننا نجد خصوصية في التعامل خلال شهر رمضان من كل عام حيث يستغله البعض في إعادة ترتيب أعمال مكاتبه في ظل الضعف الذي ينتاب الحركة العقارية وضعف التداول نتيجة للاسباب التي ذكرناها.
ويقتصر الكثير من الوسطاء تواجدهم في العمل على ساعات الصباح تاركين الفترة المسائية للتزاور حيث تنشط الديوانيات باستقبال الزوار حتى ساعات الليل المتأخرة، بينما يجلس البعض الآخر في مكاتبهم خلال الفترة المسائية والتي يفضلها الغالبية العظمى منهم لأنها تأتي بعد الافطارِ
ومن أهم المنشطات التي يفقدها السوق العقاري خلال شهر رمضان التجار الذين يقللون من تواجدهم في المكاتب العقارية ومتابعة حركة التداول عن قرب، باعتبارهم أحد المنابع الرئيسية للعروض والطلبات، وهم الذين يحددون الأسلوب الذي يسير عليه السوق، الامر الذي يساهم في صعوبة تحديد مسار السوق ومناطق النشاط بحيث يفقد السوق تلك الصفة ويظل التداول خلال رمضان بلا هوية او ملامح واضحة.
ويسري ذلك على باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى مثل البورصة التي تشهد تداولات ضعيفة ومتفاوتة لقلة المتداولين فيها، حيث يتعذر على الكثيرين متابعتها بشكل يومي نتيجة اتخاذ الكثير منهم الفترة الصباحية فترة للراحة والنوم خصوصا ممن يستغلون الفترة المسائية في أداء الأمور العبادية مثل صلاة التراويح والقيام التي تعتبر من اهم المظاهر العبادية التي ينفرد بها شهر رمضان عن غيره من باقى شهور السنة، ويحرص الناس على ادائها بصورة منتظمة تمتد إلى ساعات الصباح الأولى فى العشر الأواخر منه.